www.masr4.com مصر فور
أجمع العلماء على مشروعية زكاة الفطر بناء على النصوص الدينية، وخلصوا إلى وجوب إخراجها في شهر رمضان المبارك. وكان الصحابة يدفعون ثمنها من أنواع معينة من الطعام.
ويختلف العلماء حول إمكانية دفع قيمة زكاة الفطر نقدًا بدلًا من أغذية معينة، أو صعوبة قيام المكلف بشراء أغذية معينة، بالإضافة إلى أن توزيع الأموال يصبح أيسر من شراء الطعام وتوزيعه.
جدول المحتويات
هل يجوز إخراج زكاة الفطر عن حساب؟
وتختلف أنواع الأطعمة التي يجوز إخراجها للزكاة، وقد اختار أصحاب النبي منها، كالتمر والزبيب والحنطة والشعير والعقت، كما روى أبو سعيد الخدري في زكاة الفطر عندما قال الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان فينا صاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً. فلم يزل حتى قدمنا معاوية ماشيا من الشام إلى المدينة، ومما أخبر الناس به، لم أر مدينا من سامراء من الشام إلا كان مثل صاع من هذا، فقال الناس فأخذ بذلك ويعتبر الأصل أن يخرج المكلف زكاة ماله من بين الأنواع المذكورة في الأحاديث. كما يمكن للنبي الكريم أن يخرج الزكاة بأحد أنواع الطعام الرئيسية التي يعتمد الناس عليها بشكل كبير في غذائهم، مثل مقدار الصاع المذكور في الحديث، أي ما يعادل كيلوغرامين وربع الوزن. وأما الحنطة فتخرج زكاتها من نوع مختلف عما ورد في الحديث، وتكون قيمتها مثل قيمة الصاع المذكور. وإذا اختار لحماً فينبغي أن تكون قيمته بقيمة كيلوين وربع، ويقال إن الحكمة من إخراج الزكاة في الطعام، هي قلة التداول النقدي بين الناس في تلك الفترة، لأنه كان كذلك. من الأسهل توفير الغذاء بدلاً من المال، وفي حين أن قيمة المال قابلة للتغيير من وقت لآخر. ويبقى للصاع أهمية خاصة لأنه يلبي حاجة معينة.
إخراج قيمة زكاة الفطر
واختلفت آراء العلماء في جواز إخراج زكاة الفطر نقدا بدلا من الطعام. على قولين وافقهم أبو حنيفة وأتباعه سفيان الثوري، وهو جواز إخراج الزكاة بقيمتها المادية. ويقوم هذا الرأي على أن المتلقي يواجه فائضاً من الطعام لا يحتاج إليه، فيضطر إلى بيعه ليحصل على ما يحتاج إليه فعلاً. ولذلك يفضلون إعطاء القيمة المالية مباشرة حتى يتمكن من شراء ما يحتاج إليه، ويجوز دفع القيمة بدلا من الطعام، خاصة عند الضرورة ومراعاة الفائدة، مما يضع أقوالهم في موضع الوساطة. وبين خياري إخراج الزكاة نقداً أو طعاماً، يجوز لمن أفتى أن يدفع القيمة المقتبسة من القرآن الكريم (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم بها وطهرهم بها وصلى عليهم) إن صلاتك كانت لهم عزاء وكان الله سميعاً عليماً).
إقرأ أيضاً قيمة نصاب الزكاة في الجزائر – موقع مصر فور 2025
أفضل زكاة الفطر
واختلف الحنفية في أيهما أفضل في زكاة الفطر إعطاء القيمة المالية أو تقديم الأشياء الواردة في النصوص الشرعية. فمنهم من رأى أن توفير المنتجات الغذائية هو الخيار الأفضل والتزم بما ورد في النصوص، بينما فصّل آخرون أن ذلك يعتمد على الأحوال العامة، مشيرين إلى أنه في أوقات الجوع والمجاعة يكون تقديم الطعام أولى، وفي أوقات الرخاء والسهولة، فإن دفع القيمة المالية هو أفضل شيء لمساعدة الناس. ويلبي الفقير احتياجاته الكثيرة غير الطعام. ولذلك يتبين أن ما يعطيه المكلف يجب أن يكون من حيث المبدأ متوافقاً مع حاجة الفقير وظروف أسرته. فإن كانت حاجته إلى الطعام أشد يجب قطعه، وإذا كان الإنسان في حاجة ماسة إلى المال يتم دفع قيمته المالية.
اقرأ أيضًا بيان من نسي إخراج زكاة الفطر وما علاقة زكاة الفطر بالصيام
أين يجب إخراج زكاة الفطر؟
ويجب إخراج زكاة الفطر في البيئة التي تجب فيها على المعطي، أي حضوره في المكان الذي يقيم فيه، ولو كان ماله في منطقة أخرى فإن المكلف إلى مكان آخر وتتقوى هذه السلطة بالحضور. لضرورة في المكان الذي تنقل إليه الزكاة، كوجود عدد كبير من الفقراء أو نتيجة كارثة تقتضي ذلك. وقد سبق للصحابة أن نقلوا الزكاة من اليمن إلى المدينة المنورة. وقد سار على هذا المنهج كثير من المعاصرين من الشافعية ومعظم العلماء السابقين.
وهنا نصل إلى الاستنتاج. وبالجملة فإن اختلاف آراء العلماء في زكاة الفطر يدل على جواز إخراجها نسيئة إما بالطعام المحدد أو بقيمتها المالية.
تعليقات